الأربعاء، 26 أغسطس 2015

قنارية

Cynara scolymus
اعتمدت جل اللغات الأوروبية كلمات أصلها الكلمة الاسبانية alcarchofa وهي من الكلمة العربية خرشوف. فنجد artichaut الفرنسية و artichoke الأنجليزية 
أما في تونس فكلمة خرشف ترمز الى نبتة برية من نفس فصيلة القنارية تأكلها بعض الحيوانات. واستعملنا عوضا عنها كلمة قد تبدو غريبة: القنارية (تنطق القاف g  كما في الكلمة الفرنيسة gare).
والمتمعن في الاسم العلمي للنبتة Cynara فد يلاحظ بعض الشبه مع الكلمة التونسية، خاصة إذا ما نطقنا الحرف الأول كاف، ذلك أن الاسم اللاتيني أصله الكلمة الاغريقية  kynára أو kynaros تعبيرا عن نبتة القنارية أصيلة الجزيرة اليونانية كينارا (Kinara).
والأرجح أن الكلمة جاءتنا عن طريق اللغة التركية أين تعرف النبتة باسم enginar







مزال


من دعوات الوالدة، لها الرحمة، "يقوّي سعدك ومِزّالك". كانت تقولها لتشكر فتاة وتتمنى لها حظا سعيدا. 
كنت أظن أن المِزّال من "ما زال في الطريق" أي المستقبل، ما ينتظرك... حتى سمعت اليهود في فلسطين يهنؤون بعضهم البعض بعبارة "مزال طوف" (Mazel tov)*.
بعد البحث، اتضح لي أن العبارة ابتدعها يهود أوروبا الشرقية للتهنئة في المناسبات السعيدة وهي مكونة من الكلمة العبرية טוב tov بمعنى طيّب والكلمة العبرية מזל mazel بمعنى حظ. والعبارة ككل تعني "حظ سعيد" مما يفسر استعمال "سعدك" مع كلمة "مزالك" في دعاء الوالدة.
بالرجوع إلى أصل الكلمة العبرية מזל mazel يتضح أن معناها الأول "كوكبة من النجوم" (constellation) ومنه جاء المعنى المجازي "حظ" اعتمادا على التنجيم والأبراج. وهي كلمة سامية نجدها في اللغة الأكادية بنفس المعنى (𒌓𒁕 (manzaltu كما نجدها في اللغة الأرامية (מַזָּלָא ‎ (mazzālā كما نجدها في اللغة العربية... فكلمة "منزل/منزلة" من المفردات التقنية في علم الفلك** كما يتضح من هذا المقتطف من رسائل إخوان الصفا:
القمر يدور في البروج في كل سنة عربية اثنتي عشرة مرة، في كل شهر مرة، ويقيم في كل برج يومين وثلثاً، وفي كل منزل يوماً وليلة، وفي كل درجة ساعتين بالتقريب، ويقابل الشمس في كل شهر مرة، ويربعها مرتين، مرة يمنة ومرة يسرة، ويقارنها في كل شهر مرة، فلا يرى يومين، ثم يظهر في المغرب بعد مغيب الشمس، ويهل ثم يزيد في نوره كل ليلة نصف سبع، إلى أن يستكمل ويمتلئ من النور ليلة البدر الرابع عشر من كل شهر، ثم يأخذ في النقصان فينقص كل ليلة نصف السبع، إلى أن يمحق في آخر الشهر. وللقمر في البروج ثمان وعشرون منزلة، كما قال الله تعالى: " والقمر قدرناه منازلاً حتى عاد كالعرجون القديم". وفي كل ثلاثة أبراج منها سبع منازل، وفي كل برج منزلتان وثلث. وهذه أسماؤها: السرطان، البطين، الثريا، الدبران، الهقعة، الهنعة، الذراع. 
* In the Sephardic tradition, siman tov was said for boys and mazal tov was said for girls. The Ben Ish Chai writes in his book Malach HaBrit, page 41, (and a disclaimer – I don’t identify with these sentiments), that the main hope after a girl’s birth is for her wedding, so the wish for mazal tov (said) at her wedding is mentioned then, whereas the boy's birth was already viewed as a good omen (siman tov). Source: balashon.com

** English: Lunar station. Français: Mansion/station lunaire


طهمة



كلمة أخرى أكيد أصلها عبري. طهمة عندنا تعني طوفان ولا فيضان ولا وجود لها في لسان العرب بهذا المعنى. 
في مقال لنبيل فياض حول قبة الصخرة في القدس:
"في عالم الأساطير اليهودي، الحجر [ الصخرة ]، التي جاءت من عرش مجد الله، جعلت كغطاء على طيهوم، المياه ما تحت الأرضية التي للخلط [ بالعبرية، طوهو بوهو: حالة الكون الخلطية التي تفتقد التمايز ]، الأمر الذي يتطابق مع أسطورة أبسو عند السومريين والبابليين. وكما بنيت بابل فوق باب أبسو وكانت " بوابة أبسو "، كذلك تماماً فإن حجر الأساس يغطي فوهة طيهوم، مانعاً مياه الخلط التي سبقت الخليقة.


الكلمة العبرية طيهوم تعني هوة ( مثل كتلة متلاطمة من مياه تحت أرضية ) أو صخب مياه مضطربة بعنف أو أمواج عنيفة عكرة، التي تحدث ضجة هائلة. طيهوم تعني أيضاً الشيء العميق ( كما في البحر المبدئي أو مصدر المياه ما تحت الأرضية ) وينابيع العميق الهائل، وهو ما يتضمن الخلط، السر، العمق والقوة.

תְּהוֹם 
Transliteration: tehom
Phonetic Spelling: (teh-home')
Definition: deep, sea, abyss
thom {teh-home'}; (usually feminine) from huwm; an abyss (as a surging mass of water), especially the deep (the main sea or the subterranean water-supply) -- deep (place), depth.  

 Dictionary of Deities and Demons in the Bible
By Karel van der Toorn, Bob Becking, Pieter Willem van der Horst

قرداش


القرداش آلة استعملتها جداتنا وأمهاتنا لتمشيط الصوف قبل غزله.
وكلمة قرداش دخلت اللهجة التونسية عن طريق اللغة الأمازيغية إلا أن أصلها كلمة carduus اللاتينية ومنها جاءت الكلمة الفرنسية cardes والأنجليزية cards. أما أقربها إلى اللهجة التونسية فهي الكلمة الإيطالية cardacci
وكل هذه الكلمات، بما فيها القرداش التونسي، لها علاقة بالنبتة المعروفة عندنا بالكرضون أو chardon بالفرنسية لأن هذه النبتة لها شوك يمشط صوف الخرفان وهي ترعى في الطبيعة ومنها استوحى البشر آلة القرداش بشوكها المعدني.

لابز وبلومة



أنا من جيل عرف اللابز والبلومة قبل أن يعرف القلم والريشة والستيلو
وكلمة لابز (قلم) أصلها اللاتينية lapis وتعني الحجر. ودخلت إلى اللهجة التونسية عن طريق الكلمة الاسبانية Lápiz وهي تعني كذلك قلم.
أما تسمية الاسبان للقلم بالحجر فهي ترجع الى القرن السابع عشر حيث، بعد قرون من الكتابة بقضيب من الرصاص (ومنها قلم الرصاص)، تم اكتشاف مادة الجرافيت التي يصنع منها لب القلم وهي خامة في شكل حجر أسود لماع.
أما كلمة بلومة فهي كذلك لاتينية pluma (ريشة الطير) ودخلت إلى التونسية عن طريق الاسبانية pluma وتعني ريشة الطير وريشة الكتابة في نفس الوقت

دمان


هذه كلمة يستعملها أهل البحر وقد جابت معهم ضفاف البحر الأبيض المتوسط.
الدمان جهاز لتوجيه القوارب والسفن وتستعمل الكلمة مجازا للتعبير عن السلطة والتحكم.
والأرجح أن كلمة دمان دخلت اللهجة التونسية عن طريق اللغة التركية (dümen) بنفس المعنى.


أما أصل الكلمة التركية فهو الكلمة الإيطالية timone وأصلها اللاتينية timo, timonis التي أعطت كذلك الفرنسية timon.