الثلاثاء، 20 أغسطس 2019

كوس



الكوس مثلث من خشب أو بلاستيك أومعدن له زاوية قائمة يستعمل في رسم الأشكال الهندسية ((Fr. équerre; Eng. set square (UK) / triangle (US).
يُعرّف الخليل بن أحمد (القرن الثامن للميلاد) كلمة كوس في كتاب العين قائلا:
الكُوسُ: خشبة مثلثة يقيس النجار بها تربيع الخشب وتدويره، وهي كلمة فارسية.
إلا أن اللغة الفارسية لا تقول للكوس كوس وإنما گونیا وهي كلمة دخلت اللغة العربية في وقت ما. نجدها عند إخوان الصفاء وهم يتحدثون عن النحلة تبني منزلها:
ولا تحتاج في عمل ذلك إلى قراءة كتب الهندسة، ولا إلى آلة البركار والمسطرة، كما تحتاجون إلى بركار تديرون بها، وإلى مسطرة تخطّون بها، وإلى شاقول تدلّون بها، وإلى كونيا تقدرون بها، كما يحتاج البنّاء إليها من بني آدم.
أما كلمتنا، كوس، فأصلها كلمة فارسية أخرى گوشه (gosha) ومن معانيها الزاوية والركن. 
وكلمة گوشه هذه أصلها كلمة گوش‎ بمعنى أذن، نجدها في كلمة لا علاقة لها بالكوس وبالهندسة وبالنجارين وهي نبتة المردقوش وهي من الفارسية وتعني حرفيا أذن الفأر.

الاثنين، 19 أغسطس 2019

بركار



البركار أو الفرجار أو البرجار أو البلجار أو الفرجان،
هو آلة ذات ساقين تستعمل لرسم الدائرة أو أجزاء منها.
ما يمكن استنتاجه من التذبذب في رسم الكلمة هو أنها ليست عربية.
كما نستنتج أن هذا التذبذب يشمل خاصة الحرفين الأول والثالث
فكُتب الحرف الأول إما فاء أو باء مما يجعلنا نرجح أن الأصل كان حرف P.
وكتب الحرف الثالث إما كاف أو جيم مما يجعلنا نرجح ان الأصل كان حرف G (أنظر كيلاني وجيلاني).

فالأصل لذا يمكن رسمه بالأحرف اللاتينية pergar
وبالفعل، نجد كلمة پرگار باللغة الفارسية بنفس المعنى

يقول صاحب تاج العروس
والدَّوَّارَةُ، كجَبَّانةٍ: الفِرْجَارُ، وهو بالفارسّية بركار، وهي من أَدواتِ النَّقَّاش والنَّجّار، لها شُعْبَتَانِ يَنْضَمّان ويَنْفَرِجان لتَقْدِيرِ الدَّارَات.

وفيما يلي، مقطع من كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاعتبار يصف فيه المقريزي استعمال البركار في بناء مسجد:
وكان قد صرف على المسجد خاصة ستة آلاف دينار، فحفروا في مسجد الفيلة نفراً في الجبل مكان الصهريج الآن، فعمل فيه قالب الحلقة الكبيرة وقطرها عشرة أذرع ودورها ثلاثون ذراعاً وهندموه وحرّروه أياماً، وعمل حوله عشر هرج على كل هرجة منفاخان، وفي كل هرجة: أحد عشر قنطاراً نحاساً، وأقلّ وأكثر والجميع مائة قنطار وكسر، قسموها على الهرج وطرح فيها النار من العصر، ونفخوا إلى الثانية من النهار، وحضر الأفضل بكرة، وجلس على كرسيّ، فلما تهيأت الهرج، ودارت أمر الأفضل بفتحها، وقد وقف على كل هرجة رجل وأمروا بفتحها في لحظة، ففتحت، وسال النحاس كالماء إلى القالب، وكان قد بقي فيه بعض النداوة، فلما استقرّ به النحاس بحرارته تقعقع المكان الندي، فلم تتمّ الحلقة، ولما بردت وكشف عنها إذ هي تامة ما خلا المكان النديّ، فضجر الأفضل وضاق صدره، ورمي الصناع بكيس فيه ألف درهم، وغضب وركب فلاطفه ابن قرقة، وقال: مثل هذه الآلة العظيمة التي ما سمع قط بمثلها لو أعيد سبكها عشر مرّات حتى تصح ما كان كثيراً، فقال له الأفضل: اهتم في إعادتها فسبكت وصحت، ولم يحضر الأفضل في المرّة الثانية، ففرح بصحتها وعملت ورفعت إلى سطح مسجد الفيلة، وأحضر لها جميع صناع النحاس، وعمل لها بركار خشب من السنديان، وهو بركار عجيب، وبنى في وسط الحلقة مسطبة حجارة منقبة لرجل البركار، وهو قائم مثل عروس الطاحون، وفيه ساعد مثل ناف الطاحون، وقد لبس بالحديد والجميع سنديان جيد، وطرف الساعد مهيأ لعدة فنون، تارة لتصحيح وجه الحلقة، وتارة لتعديل الأجناب، وتارة للخطوط والحزوز، وأقام في التصحيح فيها، وأخذ زوائدها بالمبارد مدّة طويلة، وجماعة الصناع والمهندسين وأرباب هذا العلم حاضرون، واستدعى لهم خيمة عظيمة ضربت على الجميع، وعقد تحت الحلقة أقباء وثيقة، وأرادوا قيامها على سطح مسجد الفيلة، فلم يتهيأ لهم فإنهم وجدوا المشرق لأوّل بروز الشمس مسدوداً، فاتفقوا على نقلها إلى المسجد الجيوشيّ المجاور الأنطاكي المعروف أيضاً بالرصد، وكان الأفضل، بناه ألطف من جامع الفيلة، ولم يكمل.