السبت، 8 يوليو 2017

داڤرة


الداڤرة وعاء من فخار.وللأوعية الفخارية تسميات عديدة لتمييزها حسب الشكل والحجم والاستعمال.
لم أعثر على كلمة داڤرة في المراجع العربية إلا أن بعض اللغات السامية الأخرى لها كلمات من جذع دقر dqr معناها وعاء، وعادة ما يكون من فخار. فنجد مثلا كلمة ديقارو diqaru في اللغة الأكادية بمعنى وعاء للزيت أو الماء أو الخمر وكلمة adagurru او adakurru بمعنى وعاء يستعمل للتعبد. كما نجد في اللغة الأرامية كلمة دقر dqr بمعنى وعاء. ونجد كذلك في الأرامية اليهودية كلمة dqwr بمعنى إبريق أو جرة صغيرة.
ويلاحظ المتأمل في كلمة داڤرة والكلمات السامية المشابهة أنها قريبة جدا من الكلمة العربية قِدر وهي كذلك تعني وعاء، وكل ما في الأمر أنه وقع قلب حرفي الدال والقاف (métathèse).
الأرجح أن كلمة داقرة جاءتنا من إحدى اللهجات العربية غير الفصحى التي حافظت على هذا المعنى للجذر السامي دقر.

*ملاحظة: قد يتغير شكل الداڤرة من منطقة إلى أخرى والصورة أعلاه ما هي إلا مثال





الاثنين، 3 يوليو 2017

زبنطوط وباندي


لسائل أن يتساءل ما هو الرابط بين الزبنطوط والباندي...
الزبنطوط في لهجتنا التونسية هو، مجازا وعلى سبيل المزح، العريان وفاقد الإمكانيات فنقول "زبنطوط، لا جبة لا كبوط" ونقول مثلا "صرفت الشهرية الكل وقعدت زبنطوط".
أما في اللهجة الجزائرية فهو (حسب ما وجدته على النت) الولد الذكر وكذلك الشاب الأعزب.
الأرجح أن كلمة زبنطوط من التركية العثمانية ازباندود بمعنى القرصان واللص وقاطع الطريق وهي izbandut بالتركية المعاصرة بمعنى الرجل الضخم وذو المظهرالمُروّع.
وأصل الكلمة التركية ازباندود من الإيطالية sbandito بمعنى محكوم عليه بالمنفى، من فعل sbandire أو bandire بمعنى نفى، رفت، هجّر وهي أصل كلمة bandito ومنها الفرنسية bandit التي أعطتنا كلمة باندي (ج. باندية).
نلاحظ أن كل واحدة من اللهجات الثلاث احتفظت بمظهر من مظاهر القرصان. فاحتفظ الأتراك بضخامة الجسم والمظهر المهدد بينما احتفظ الجزائريون بشباب القرصان واحتفظنا نحن، معشر التونسيين، بانبتات القرصان وانعدام امكانياته.