المنقالة هي السّاعة (تنطق قاف هذه الكلمة [g]). لنلاحظ في البداية تقارب هذه الكلمة مع كلمة منقلة (Fr. rapporteur) لقيس الزوايا. أما وجه الشبه فهو كذلك في الشكل وفي الاعتماد على النظام الستّيني (sexagésimal)
ثم، هل تساءلتم مثلي لماذا ينطق من تعود نطق القاف كلمة منقالة بالـ [g] ؟
للتعرّف على أصل هذه الكلمة أدعوكم أولا إلى زيارة دار المجانة (تنطق الجيم [g]) أو المكانة بالمدرسة البوعنانية في مدينة فاس المغربية والتي يرجع عهدها إلى منتصف القرن الرابع عشر. والمجانة هنا هي ساعة مائية (Clepsydre).
كما أن البحث عن كلمة منقالة يأخذنا إلى اسبانيا أين نجد Torre de Mangana في مدينة Cuenca وهي عبارة عن برج مربع الشكل يحتوي على ساعة يرجح أنها كانت في الأصل مائية.
لذا يرتبط اسم المكانة أو المجانة أو المنجانة بالساعات المائية التي طورها العرب انطلاقا من الساعات الفارسية. وفي هذا اللقاء بين العرب والفرس تنتظرنا مفاجأة لغوية إذ يتضح أن أصل كل الكلمات التي رأيناها هي كلمة ... فنجان.
والمتأمل في صورة الساعة المائية الفارسية التالية يفهم كيف أمكن للفنجان أن يصبح منقالة.
وكلمة فنجان الفارسية (بمعنى التوقيت) لها رسم آخر وهو بنكان فدخلت إلى اللغة العربية باسم بنكام وهي كلمة مستعملة إلى يوم الناس هذا في المشرق للدلالة على ساعة الرمل (sablier) أما نحن، معشر المغاربة، فغيرناها كعادتنا حتى أصبحت منقالة في تونس و مجانة في المغرب الأقصى.
في النهاية، لنا أن نتساءل إن وقع تداخل في وقت ما في الأندلس بين كلمة مجانة/مكانة ذات الأصول الفارسية والكلمة الاسبانية من أصل يوناني máquina