الأحد، 29 نوفمبر 2015

قشلة


القشلة هي الثكنة ونستعملها مجازا للتعبير عن البناء الضخم.
أخذناها عن التركية العثمانية "قشله، قشلاق، قشلامق" (kışlakkışla في اللغة التركية المعاصرة) بمعنى بيت الجند أو الثكنة إلا أنها كانت في الأصل تعني المخيم أو"المكان الذي يقضي فيه البدو الرحل شتاءهم" (مثل القصور في الجنوب التونسي) وهو عادة ما يكون محاطا بجدار من التراب أو الطين (كما في الصورة)

ورغم أن المعاجم التركية تقول إن أصل كلمة قشله تركي بحت فإنني أرى شخصيا تشابها ملفتا مع اللاتينية castellum و castrum بمعنى معسكر محصّن وهي كلمات نجدها في الفرنسية château والاسبانية castello. ومنها جاء كذلك اسم قلعة الأندلس القديم Cornelia castra. ويقال أيضا أنها أعطت كلمة قصر العربية.

وفي ما يلي نبذة عن قشلات العاصمة تونس في العهد العثماني كما وردت في موقع وزارة الدفاع:
القشلات
منذ فترة مبكرة أحدث الأتراك داخل العاصمة شبكة من القشلات لإيواء الجند، فقد أورد ابن أبي دينار أن يوسف داي "بنى عدة فنادق لسكنى الطائفة اللوند". وذكر أيضا أن المدرسة المرادية، القريبة من جامع الزيتونة وسوق الربع كانت مسكنا للأجناد، وحولها علي باي (1666-1675) إلى مدرسة بها إمام ومدرس وعدة بيوت للقاطنين بها.
وتحصي وثيقة حبس القشلات المؤرخة بأوائل صفر من عام 1210/17 أوت 1795، تسع عشرة قشلة، يسميها نص الوقف خانات أو فنادق، وأغلبها يوجد في أسواق السكاجين والجرابة والكبابجيين والزنايديين والعطارين وغيرهم. وهي بذلك غير بعيدة عن القصبة، وتتكثار قرب باب منارة وجامع القصر وجامع الزيتونة. وقد حبس حمودة باشا كما ورد في الوقفية عقارات عدّة "على إصلاح جميع الخانات التّسعة عشرة التي أحدث مولانا المذكور بناءها والتي عاوضها والتي اشتراها والتي هي مخلّفة عمّن قبله من الملوك السّابقة، معدّة لسكنى الجند المنصور‘ وما عسى أن يحدث بناءه للجند المذكور". "يصرف ما يتحصّل من ريع العقار المذكور في جميع ما تحتاجه الخانات المذكورة‘ من رمّ وبناء وتجصيص‘ وتجرية سطوح وإصلاح أغلاق‘ وحل خنادق ورفع فضلاتها ‘ وكراء العساسة الذين يعسّون بسقائف الخانات المذكورة".
وتتميّز عمارة قشلات مدينة تونس بالبساطة فهي مبان نفعيّة تقلّ فيها الزخرفة ومظاهر الترف. ولها مخطط تقليدي يشبه مخططات الفنادق أو الدور، إذ يصل المرء بعد المرور بسقيفة داخل صحن تحيط به على طابقين البيوت وعديد الملاحق منها المسجد والمطبخة والمخازن وغيرها. تتقدّم البيوت والملاحق على طابقين أروقة تنتصب على أعمدة منحوتة في حجر الكذّال تعلوها التيجان. وتمثل قشلة العطارين نموذجا لهذا الصنف من المباني.
http://www.hmp.defense.tn/index.php/ar/2013-09-05-14-08-14/2013-09-05-14-11-11/2013-09-05-14-31-24 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق