هذه الكلمة ينطبق عليها المثل الشهير "بعد السيف علّق منجل"! إلا أنها في الفترة الأخيرة استرجعت شيئا من سالف مجدها كما سنرى.
الدورو قطعة نقدية قيمتها خمس مليمات ونستعملها مجازا للتعبير عن الشيئ الذي لا قيمة له (بو دورو).
جيل آبائنا وأمهاتنا كان يحسب بالدّورو فالعشرين عندهم "أربعا دورو" و كانت الوالدة، رحمها الله، تصل إلى حدود "تسعطاش ان دورو" أي 95 مليم.
الدورو جاءنا من الاسبانية duro بمعنى "صلب" وهي صفة أطلقت على قطعة نقدية فضية بقيمة 8 ريالات (real) تعود إلى سنة 1497 لها عدة تسميات، نذكر منها
real de a 8, peso de ocho, peso fuerte, peso duro, dólar español
وعبارة peso duro تعني ذو الوزن الصلب نظرا إلى قيمة القطعة. وأصبحت هذه القطعة النقدية أساسا للاقتصاد الاسباني المعولم فغزت العالم: من أمريكا (وهي أصل الدولارين الأمريكي والكندي) وأخذت منها أمريكا اللاتينية الجزء الأول فكانت عملاتها الـ peso وأخذنا نحن الجزء الثاني الذي أصبح عندنا الدورو. ويقال أن هذه القطعة هي أصل رمز الدولار $ لأنها تحتوي على صورة لعمودي هرقل (كما في الصورة) إضافة إلى حرف S رمزا لاسبانيا.
أما في الفترة الأخيرة فالدورو فقد قيمته عندنا إلى حد أن البعض أصبح يكدّسه داخل داميزانات (أنظر داميزانة في هذه المدونة) لتزيين قاعات الجلوس. إلا أن شركة فرنسية أعطت للدورو التونسي نفسا جديدا وذلك باعتماده لصنع أزرار الكُم (boutons à manchettes) تفوق قيمتها قيمة القطعتين النقديتين آلاف المرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق